ليالي لا ترمي وإن تصب ... بسهمك خوداً فالشباب أصابا

وعصبة لهو غادروا الهم جانباً ... فلم يألفوا إلا السرور جنابا

يديرونها راحاً كأن بكاسها ... إذا لبست درع الحباب حبابا

تنافر لمس الماء وهو يروضها ... تفرك كالبكر الفروق لعابا

فأحبب بذاك العيش عيشاً ذكرته ... وبالعصر عصراً والصحاب صحابا

وليلٍ تخوض النيرات ظلامه ... كأوجه غرقي يغترفن عبابا

سريت بمحبوكٍ من القب كلما ... دعا شأوه وحي العنان أجبا

من الحن فاسم الله إما وضعته ... مكان قطيع طار عنك وغابا

ترى ضحك الإصباح فوق جبينه ... وقيض من ليل المحاق إهابا

تخال الثريا رأسه وهو ملجم ... إذا الجري لم يلبس طلاه سخايا

يحرف بالتأليل أذناً كأنما ... برى قلماً منها يخط كتابا

سما الدر في أرساغه عن زبرجدٍ ... يغادر بالوطء الصخور ترابا

هو الطرف فاركب منه في ظهر طائر ... تنل كل ما أعيا عليك طلابا

إلى قمر تسري إليه كأنما ... عليه سماء الله تغلق بابا

كأني سرّ في حشا الليل داخل ... على حبة القلب المصون حجابا

فبت مروى من مجاجة بارد ... غزا ذكره قلب الغيور فذابا

كأن قطاف اللثم من ثغر روضه ... تكسب من طل الغمام رضابا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015