ولما نفذت الأقدار، بالقبض على ذي الوزارتين أبي بكر بن عمار، بشقورة، على الصورة حسب ما شرحته في أخباره، قال أبو العرب للمعتمد من جملة قصيد:

كأن بلاد الله كفك إن يسر ... بها هارب تجمع عليه الأناملا

فأين يفر المرء عنك بجرمه ... إذا كان يطوي في يديك المراحلا وهذا المعنى قد تداولته جماعة من الجاهليين والمخضرمين، والمحدثين والمولدين، وأرى أن أول من أثاره، ورفع مناره، النابغة حيث يقول:

فإنك كالليل الذي هو مدركي ... وإن خلت أن المنتأى عنك واسع

خطاطيف حجن في حبال متينة ... تمد بها أيد إليك نوازع وأخذه أشجع السلمي فقال لإدريس بن عبد الله العلوي، وقد بعث إليه الرشيد من اغتاله بالمغرب:

أتظن يا إدريس أنك مفلت ... كيد الخلافة أو يقيك حذار

إن السيوف إذا انتضاها عزمه ... طالت وتقصر دونها الأعمار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015