فإن مر منك النقد منها بسقطة فحلمك يغضي والكريم حليم

وأنشدت ليحيى السرقسطي المعروف بالجزار في رجل ساوم طبيبا:

عجبت لذي سقم معضل يسوم الطبيب ويكدي عليه

يضن عليه بديناره ويجعل مهجته في يديه

وأمر الحاجب ابن هود الوزير أبا الفضل بن حسداي أن يوبخ يحيى هذا على رجوعه إلى الجزارة من بعد أدبه، فخاطبه بأبيات أولها:

تركت الشعر من ضعف الاصابه وعدت إلى الدناءة والقصابه

فأجابه يحيى الجزار:

تعيب علي مألوف القصابة ومن لم يدر قدر الشيء عابه

ولو أحكمت منها بعض فن لما استبدلت منها بالحجابه

أما ولو اطلعت علي يوما وحولي من بني كلب عصابه

لهالك ما رأيت وقلت هذا هزبر صير الأوضام غابه

فتكنا في بني العنزي فتكا أقر الذعر فيهم والمهابه

ولم نقلع عن الثوري حتى مزجنا بالدم القاني لعابه

ومن يغتر منهم بامتناع فإن إلى صوارمنا إيابه

ويبرز واحد منا لألف فيغلبهم وتلك من الغرابه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015