وافاني - أعزك الله - كتاب شغل حاستي سمعي وبصري، وملأ حافتي فكري وخاطري، وأراني الدر إلا أنه لم ينظم،،اسمعني السحر إلا أنه لم يحرم، لو صيغ عقدا لأخجل الدر والعقيان، ولو حيك بردا لعطل الديباج والخسروان، فلله قريحة أذكت ناره، وأطلعت أنواره، إن مزنها لغير جهام، وإن سيفها لغير كهام، وان ثمرها ونضار، وإن زندها لمرخ وعفار؛ حبذا سيدي - أدام الله عزه - وقد طلع علينا طلوع البدر في الغسق، وضمخ أفقها بخلوق ذلك الخلق، واقتدحنا زند ذكائه فأورى، ولمحنا كوكب سمائه فأعشى، وشاهدنا به البلاغة شخصا محسوسا، والرئيس المتعاطي البراعة مرءوسا، أقدمه الله خير مقدم، وأغنمه أفضل مغنم.
وكتب مستدعيا: نحن - أعزك الله - في مجلس مدام تديرنا أفلاكه، وعقد نظام نظمتنا أسلاكه، بين غيم يبكي بمثال عين المهجور، وروض يضحك عن مثل در الثغور:
ومدام كأنما كل شيء يتمنى مخير أن يكونا
أكل الدهر ما تجسم منها وتبقى لبابها المكونا
فلك الفضل في الخفوف إلينا لتكون شمس تلك الأفلاك، ووسطى تلك الأسلاك، إن شاء الله.
وكتب في مثل ذلك: ما ظنك - أعزك الله - بعروس لهو، تختال في ثياب عجب وزهو، وتصبي القلوب بحسن قصف وشدو، قد سفرت من وردها عن خد خجل، ورنت من نرجسها بطرف غير مكتحل، ونحن بين فرش مرفوعة، وأكواب موضوعة، فبادر إلينا
وأنشدت لأبن هند الداني وقد طلقت عليه امرأته: