وليس يأتي بها الشاعر المبرز الماهر، وهي في كل نوع من الكلام لمحة دالة واختصار وتلويح؛ قال أبو علي بن رشيق في كتاب " العمدة " له: فمن الإيماء المليح للمتقدمين قول قيس بن ذريح:

أقول إذا نفسي من الوجد أصعدت لها زفرة تعتادني هي ما هيا

ومثله قول كثير:

تجافيت هني حين لا لي حيلة وخلفت ما خلفت بين الجوانح

فقوله: " وخلفت ما خلفت " إيماء مليح.

ومن أنواع الإشارة: " التلويح " كقول المجنون:

لقد كنت أعلو حب ليلى فلم يزل بي النقص والإبرام حتى علانيا

فلوح بالصحة والكتمان، ثم بالسقم والاشتهار تلويحا عجيبا؛ وإياه عنى المتنبي بعد أن قلبه ظهرا لبطن فقال:

كتمت حبك حتى منك تكرمة ثم استوى فيك إسراري وإعلاني

لأنه زاد حتى فاض عن جسدي فصار سقمي به في جسم كتماني [233أ]

فأخفاه وعقده كما تراه، حتى صار أحجية يتحاجاها الناس؛ ومن أجود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015