وعرضه علي، فإذا بيننا وبينه فراسخ، فركضنا ساعةً، وجزنا في ركضنا بقصرٍ عظيم قدامه ناورد يتطارد فيه فرسان، فقلت: لمن هذا القصر يا زهير - قال: لطوق بن مالك؛ وأبو الطبع صاحب البحتري في ذلك الناورد فهل لك في أن تراه - قلت: ألف هل، إنه لمن أساتيذي، وقد كنت أنسيته. فصاح: يا أبا الطبع، فخرج إلينا فتىً على فرس أشعل، وبيده قناة، [فقال له زهير: إنك مؤتمنا، فقال: لا، صاحبك أشمخ مارناً من ذلك لولا أنه ينقصه؛ قلت: أبا الطبع على رسلك، إن الرجال لا تكال بالقفزان، أنشدنا من شعرك] . فأنشد:

ما على الركب من وقوف الركاب ... حتى أكملها، ثم قال: هات إن كنت قلت شيئاً، فأنشدته:

هذه دار زينبٍ والرباب ... حتى انتهيت فيها إلى قولي:

وارتكضنا حتى مضى الليل يسعى ... وأتى الصبح قاطع الأسباب

فكأن النجوم في الليل جيش ... دخلوا للكمون في جوف غاب

وكأن الصباح قانص طير ... قبضت كفه برجل غراب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015