متهلل يندى حياء وجهه فتراه بين مفضض ومذهب

أضنى الحسام حسادة ففرندة دمع ترقرق فوقه لم يسكب

خيمت منه بين طود باذح نال السماء وبين واد معشب

حمراء نازعت الرياح رداءها وهنا وزاحمت السماء بمنكب

وتنفست عن كل لفحة جمرة باتت لها ريح الشمال بمرقب

قد ألهبت فتذهبت فكأنها لسكون شر شرارها لم تلهب

تذكو وراء رمادها فكأنها شقراء تمرح في عجاج أكهب

والليل قد ولى يقلص برده كدا ويسحب ذيله في المغرب

وكأنما نجم الثريا سحرة كف تمسح عن معاطف أشهب

ومن أخرى في صفتها:

لو جاءه منتقد لما درى ألهب متقد أم ذهب

تلثم منه الريح خدا خجلا حيث الشرار أعين ترتقب

في موقد قد رقرق الصبح به ماء عليه من نجوم [حبب]

منقسم بين رماد أزرق وبين جمر خلفه يلتهب

كأنما خرت سماء فوقه وانكدرت ليلا عليه شهب

وقال يصف البرد [165أ]

يا رب قطر عاطل حلى به نحر الثرى برد تحدر صائب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015