فرفعت من ناري لضيف طارق يعشو إليها من خيال طار
ركب الدجى أخشن بها من مركب وطوى السرى أحسن به من سار
وأناخ حيث دموع عيني منهل يروي وحيث حشاي موقد نار
وسقى فأروى غلة من ناهل أورى بجانحتيه زند اوار
يلوي الضلوع من الولوع لخطرة من شيم برق أو شميم عرار
والليل قد نضح الندى سرباله فانهل دمع الطل فوق صدار
مترقب رسل الرياح عشية بمساقط الأنواء والأنوار
ومجر ذيل غمامة لبست به وشي الحباب معاطف الأنهار
خفقت ظلال الأيك فيه ذوائبا وارتج ردفا مائج التيار [157أ]
ولوى القضيب هناك جيدا أتلعا قد قبلته مباسم النوار
باكرته والغيم قطعة عنبر مشبوبة والبرق لفحة نار
والريح تلطم فيه أرداف الربى لعبا وتلثم أوجه الأزهار
ومنابر الأشجار قد قامت بها خطباء مفصحة من الأطيار
في فتية جنبوا العجاجة ليلة ولربما سفروا عن الأقمار
ثار القتام بهم دخانا وارتمى زند الحفيظة منهم بشرار
شاهدت من هماتهم وهباتهم إشراف أطواد وفيض بحار