سائرة حيث لم يسر قمر ولا سرت أنجم ولا جرت
وللمتنبي في هذا المعنى:
ولي فيك ما لم يقل قائل وما لم يسر قمر حيث سارا [90 أ]
وعندي لك الشرد السائرات لا يختصصن من الأرض دارا
فإني إذا سرن من مقولي وثبن الجبال وخضن البحارا
وهذا أحسن ما قيل في سيرورة الشعر، وأبلغ منه قول علي بن الجهم:
فسار مسير الشمس في كل بلدة وهب هبوب الريح في البر والبحر
ولابن شماخ الغافقي في جملة قصيدة في المعتمد بن عباد:
ان لم تسر هذه الغراء سائرة منيرة بين أنجاد وأغوار
فليست الريح في الدنيا بسائرة وليست الشمس فيها ذات أنوار
وقال ابن غصن الحجازي:
قد ألحف الغيم بانسكابه والتحف الجو في سحابه
وقام داعي السرور يدعو حي على الدن وانتهابه
وتاه فيه النديم مما يزدحم الناس عند بابه
وقال أيضا:
يا فتية حرة فدتهم من حادثات الزمان نفسي
شربهم الخمر في سكون ونطقهم عندها بهمس
أما ترون الشتاء يلقي في الأرض بسطا من الدمقس