بذكرك العطر الاطيب، ويتشرف بالدخول إليك، ويتمجد بالمثول بين يديك، ليحظى منك بالتتجويز، ويصح له دعوى السبق والتبريز، وإن ممن استولى على الامد الذي وصفته، وحوى فصب السبق فيما ذكرته، الأديب الكامل أبو مروان بن غصن الحجازي، وهو كما علمت ممن لا يجارى في ميدان، ولا يطاول بعنان، إن نظم فبيان مرصوص، وإن نثر فلآلئ وفصوص؛ انتهى كلام ابن عبد البر.
قال أبو الحسن [ابن بسام] : ونكبه المأمون بن ذي النون وله فيه " رسالة السجن والمسجون، والحزن والمحزون " أودعها قصائد مطولات، ومقطوعات أبيات، ورسالة أخرى سماها ب " العشر كلمات ". وهو القائل في سجنه، وكتب بها إلى أخيه: [89 ب]
أأروى وبين ضلوعي حريق وأشجى وإنسان عيني غريق
وفي كل يوم وفي كل حين يحملني الدهر ما لا أطيق
تهيم الخطوب بوصلي فما لهن إلى غير قلبي طريق
أيا واحدي وشقيقي ويا فريقا يبكيه مني فريق
أخوك أخو نكبات لها يرق العدو فكيف الصديق