كلنا صائر إلى الله حتما واستراح العذول والمعذول
وقصارى بين القصور قبور ويهب الصبا بها والقبول
سنة الله في العباد وما في سنة الله للورى تبديل
حكمه الفصل ليس عنه انفصال وهو العدل ليس عنه عدول
عدم ذا الورى وانتم وجود وهراء وأنتم المعقول
وإذا كشف الحقائق فكر شهدت لي بما أقول العقول
وخاطبه الحصري بأبيات منها:
وفينا لهم وخانوا كذا الناس والزمان
لحوني على غرامي وقالوا الهوى هوان
وما ضر ان يقولوا صبا في الهوى فلان
لحا الله كل خل لحا في هوى يصان
وأبقى الأديب فردا لملك به يزان
فديناك من أديب عليهم له امتنان [89 أ]
أسيف بفيك يقضي على الدهر أم لسان
كذا تنتج المعالي كذا يسحر البيان
وفي كل حاجة لي على جاهك الضمان
فأجابه ابن خلصة:
أفق فالهوى هوان لعهد الصبا أوان
إذا ما انطوى شباب طوت ودك الحسان
لعمري وإن عمري لما ليس يستهان
أيا صادقا هواه إذا المدعون مانوا