مطالعتها. وأنا أسأل فضلك سؤال المدل في استنجار ما وعد، فإنه يعتاض من شكري له وثنائي عليه، وصدعي في المحافل بفضله، أجل فائدةٍ يصطفيها، وأكرم نفيسةٍ يقتنيها.

وأصل اصطفائنا لتلك الضيعة وسائر أخواتها أن المنصور - رضي الله عنه - استعمل أبي عبده على تلك الجهة الشرقية تسعة أعوام توالف بتدمير وبلنسية، فلما سئم العمل خاطبه برقعة يقول فيها: إن كبير حق المولى لا يذهب بصغير حق العبد، ولي حرمة أدل بها، وذمة أنبسط لها، وقد طالت علي الغربة، وسئمت الخدمة، ومللت من النعمة، فالإدالة الإدالة، فأداله - رضي الله عنه - على رضاه، وأشخصه إليه على هواه، فورد قرطبة بأربعمائة ألف دينار نائضةً، ومائة ألف من ذهبٍ آنيةً، ووثائق خمسمائة زوج مكتسبةً، ومائتي نسمة من رقيق الصقلب متنتقاةً، والسعر إذ ذاك بها سامٍ جداً، ونفقة أبي رأس كل شهر سبعون مدياً من قمح، وعلف ثمانين دابة من شعير. فكتب إليه يعرض عليه ما جاءه به، ويحكمه فيه، ويسأله أخذه، أو الأخذ منه، فجاوبه يقول: لو أردنا أخذ ما أعطيناك، ما قد مناك، ونحن نخاف أن تستصفي نفقتك ما استقته، وتأتي على ما اجتلبته، برتفاع ثمن الطعام، وأنك لم ترد منه على ذخيرة، وقد صككنا لك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015