فإني قرأت الكتاب الكريم الذي أطلت من جناحه، وأطنبت ما شئت في إفصاحه، وأكثرت من أناشيده وأهزاجه، وغيرت من عذبه بأجاجه، فجدد أي رسوم إيناسك، وهب بمعلول أنفاسك [13ب] وذكر بأيامك المراض، ونشر من ألفاظك العوارض:

كلام لو أن اللحم يصلى بحره غريضا أتى أصحابه وهو منضج

ما البدر يجتلى في أعقاب أسحاره، ولا الربيع يختال في أثواب أنواره وأزهاره، بأوضح من شياته، وأملح من كلماته، صدرت بقول ابن الحسين:

ما كان أخلقنا منكم بتكرمة لو أن أمركم من أمرنا أمم

وإذا ذكر حكمته ومعجزته:

وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام

وضربت المثل في صحيفة قريش على بني هاشم الأخيار، وأغلفت ما كان من تسلطهم على الجار، وأردفت بقوله عليه السلام [في من وصل أو قطع الرحم، وتركت كلامه على تفرده] : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده "، فوعيت الكل عنك وعيا، واستوفيته شريا وأريا، وتصرفت بين محظور منه ومباح، واستمعت فيه إلى استعطاف لي واستصلاح، ولعمرك - وقيت الردى، وجنبت الهوى - ما صدر [صدور قال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015