لباسهما ووفور عدد أصحابهما وحسن خدمتهم لهما، وأن كلا منهما كان يظاهر الوشي على الخز، ويستشعر الدبيقي، ويتقلس الوشي، ويتعطف القسي.

قال ابن حيان، قال لي المحدث: وكنت أعرفهما عبدي غية لمولاهما مفرج العامري، فكانا حظي من الاعتبار بالدنيا، إذ كانا على استخدامهما لها من الجهل والأفن واللكنة من حجج الله تعالى في القسم البالغة الدالة على هوانها عنده، إذ أنالها منها بحبوحة أضحت أبصار [أولي] النهى نحوها شاخصة، وقلوبهم مسلمة لمن له الحول والقوة، وهما عن الاعتبار عنها بمنجاة من مندوحة الجهالة، يحسبان أنهما نالا ذلك بالاستحقاق، وأن لهما على الأيام دركا، يحثتن على ذلك سوق الرعية المضطهدة بسلطانهما، ولا يعبآن بما آدها من كلفهما، ولا يرفقان لمجهود ما بلغ من عنفهما، يقلدانهم شرار العمال، ويستزيدان عليهم في الوظائف الثقال، مع الأيام والليال، حتى لغدا كثير منهم يلبسون الجلود والحصر، ويأكلون البقل والحشيش، وربما أبر ذلك على القوم بعد القوم منهم فلا يقاومونه إلا بالجلاء عن مثواهم، والتخلي عن قراهم، فلا يأسف هذان العلجان ومن تلاهما، ولا يخافان من مواقعة مثله لمن أقام بعدهم، بل يتخذان ما جلا أهله من تلك القرى ضياعا مستخلصة، فإذا وقع عليها اسم كبير منهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015