أما الثنايا فإني لست منثنيا ... عن الثناء عليها آخر الأبد
يبدو لطرفك منها حين تبصرها ... سن كمثل مسن الصيقل الفرد
كأن جن سليمان بنوا فمه ... بنيان تدمر بالصفاح والعمد
يهدي إلى السمع من ألفاظه نغماً ... كأنها نفثات السحر في العقد
له فم كحرٍ في شكل صورته ... (?) " ترمي غواربه العبرين بالزبد " واستجزت إثبات (?) هذا إذ لم يصرح بأحد، وقد قلت في غير موضع من كتابي هذا إني نزهته عن الهجاء، ولم أجعله ميداناً للسفهاء.
وقال من قصيدة:
أرى السيادة مذ صافحت هاجسها ... في كل وادٍ من التقوى تهيم بكا
فما تلاقيك إلا وهي قائلة ... قول التي شفها الصديق هيت لكا
إني خطوت إليك الناس كلهم ... ولم أزر سوقةً منهم ولا ملكا [156ب]
أشكو إليك ولا عار بذي وصبٍ ... ألقى التداوي من أوصابه فشكا
الخرج (?) أخرج رأسي من شبيبته ... فكلما افتر ثغر الشيب فيه بكى
وفي الشهور إذا وافين لي شهر ... يظل عني فيه الستر منهتكا
وما الهلال بمبيض لدى مقلي ... كأنه من قتير الشيب قد سبكا
أو من دراهم مذ باتت منجمةً ... علي كدت أسب النجم والفلكا