يليك ووحى إليك، فانثنيت وقد زويت ما بين عينيك، وشمرت (?) أنفك، ومعرت وجهك، وضممت إليك من ثيابك، وقاربت بين أجزائك، فقلت: أراه ازدرى طلعتي، وتقذر هيأتي، وخشي أن أعديه بسوء حالتي، وقد قال عليه السلام: " لا عدوى "، وقال: " فمن أعدى الأول " وإن اعترض علينا بحديثه الآخر: " لا يوردون مجرب على مصح "، ودفعنا من صحيح التأويل، وأوضح الأقاويل، بما لا مدفع فيه، مما أنت أ " لم به وأذكر له. وأما الازدراء والانتخاء، والتقذر والتعذر، مع علمك بالحال وأولها، وتمكنها وتأثلها، وبحال الأيام وتقلبها، وتعاور أقطارها وتناوبها، ومع ذكرك قولهم: " ليست العزة في حسن البزة " وقول من قال: " ليست العباءة تكلمك إنما يكلمك من فيها "، وقوله بعضهم (?) :
ليس الجمال بمئزر ... فاعلم وإن رديت بردا
إن الجمال مآثر ... ومناقب أورثن حمدا وقول غيره:
وفضل الناس في الأنفس ليس الفصل في المال ... فشيء خرقت به عادة أمثالك، وخالفت فيه سيرة نظرائك وأشكالك، وكفى بالمثل المضروب بفرحة الأديب بالأديب، وقولهم: " الأدب بين أهله نسب "، وقول الطائي الأكبر (?) :