أين الإباء الذي أرسوا قواعده ... على دعائم من عز ومن ظفر
أين الوفاء الذي أصفوا شرائعه ... فلم يرد أحد منها على كدر
كانوا رواسي أرض الله منذ نأوا ... عنها استطارت بمن فيها ولم تقر
من لي - ولا من - بهم إن عطلت سنن ... وأحفيت ألسن الأيام والبشر
من لي - ولا من - بهم إن طبقت محن ... ولم يكن وردها يفضي إلى صدر
على الفضائل - إلا الصبر - بعدهم ... سلام مرتقب للأجر منتظر
يرجو عسى وله في أختها أمل ... والدهر ذو عقب شتى وذو غير وقد سلك بعض أهل عصرنا هذه السبيل، وهو أبو جعفر الكفيف التطيلي، فقال (?) :
خذا حدثاني عن فل وفلان ... لعلي أرى باق على الحدثان
وعن دول جسن الديار، وأهلها ... فنين، وصرف الدهر ليس بفان
وعن هرمي مصر الغداة أمتعا ... بشرح الشباب أم هما هرمان
وعن نخلتي حلوان كيف تناءتا ... (?) ولم تطويا كشحا على شنآن
وطال ثواء الفرقدين لغبطة ... أما علما أن سوف يفترقان
(?) وزايل بين الشعريين تصرف ... من الدهر لا وان ولا متوان
فإن تذهب الشعرى العبور لشانها ... فإن الغميصا في بقية شان
وجن سهيل بالثريا جنونه ... ولكن سلاه كيف يلتقيان