طوية، اللهم إلا إن كان ما صمنته من التبجيل، قد حرفته عن الوجه الجميل، وتأولته أقبح التأويل.
قال ابن بسام: ومما لوح فيه بالعتاب، وزخرف بالتصنع ظاهر الخطاب، رقعة خاطب بها من أحوجته الأيام إلى مصانعته، وقد بدت منه بوادٍ (?) صوب فيها وصعد، وقام وقعد، قال (?) فيها:
معلوم - أعزك الله - أن لكل مقام مقالاً، ولكل (?) حالٍ تناولاً وحوالا (?) ، وكما لا يصلح الإكثار في كل خطاب، فكذلك الاختصار لا يسوغ في كل كتاب، وفي النفس كوامن لا يمكن تبيينها عليك، وتقريرها لديك، إلا بالتطويل، وإن أصار إلى التثقيل، وأنت بعلاك تصرف إليها بالك. لما وهب لنا أيها العماد من عرفانك ما وهب، وسبب من التعلق بك ما سبب، رايتني قد رقيت إلى جوار الأفلاك، وجعلت الأخمص على ذروة السماك، لما رجوت من الاعتزاز بجانبك العزيز.
وفي فصل منها: وإني بحمد الله لممن إذا علم أكرم، وإذا جرب قرب، وإذا خبر (?) أدخر، أما الإكرام فلما من الأدب، الذي به يرتقي إلى عليات الرتب، وأما الادخار فلا عتدالي في أحوالي، وثقةٍ جعلها الله من خلالي، وعندي من الآلات التي تبعث على اتخاذي واستعمالي: