وهببت لها هبوب اليمانية النفوح (?) ، وشحنتها بفصول الإعظام والإجلال، وبلغت بها غاية (?) الاحتفال، سعايةً في الوصول إلى قضاء حقك، وعنايةً بأداء الواجب المتعين لك، لكنت في ذلك كمن جال في مناكب الأرض يروم الإحاطة بساحتها، والوقوف على حقيقة مساحتها.
وإذا كان التطويل، لا يبلغ معه المأمول، فالإضطراب (?) أجمل، والخطاب دونه اسهل؛ بهذه العين نظرت، بعد ما صدرت، ولذلك ما قصرت واختصرت، فحبست العنان في أول الطلق، وصرفت العناية لها إلى الأحق بها والأخلق، وصرفتها إلى أن جمعت بين الاختصار والاعتذار، وتشفعت بالاقرار إلى الاغتفار (?) ، وإن ذلك لما يجعل المعذرة في حيز الاعتذار، لا سيما عند من أصله أصلك، وفضله فضلك، ممن إذا تشفع إليه، ورغب فيما لديه، جاءت الشفاعة بين قرينتين: من شرف قديم (?) ، وسلم كريم، ومعونتين: من سريرةٍ جميلة، ونحيزةٍ نبيلة.
وفي فصل له من أخرى: ومن الحقائق التي برح فيها (?) الخفاء، واستوى في علمها العلماء والجهلاء، وأقر لها الأعداء والأولياء (?) ، أني مت أهبت بك إلى الإخاء، وهززتك بوصف ما أنا عليه في الخلوص والصفاء، فإنما