ألظ الرواة به فازدهت ... قلائده في نحور الكتب وله في القاضي أبي عبد الله بن حمدين يشفع لبني البكري:
بعدلك رشت جناح القضاء ... وسربلت حكمك ثوب الضياء
وصارت خطاك على منهج ... من القصد بين السنا والسناء
ومدت ظلالك نار الهجير ... ودرت سماؤك بالجربياء
وقد كمنت فيك سيما التقى ... كما كمن العود تحت اللحاء
وما يحمد الرعي في كل وادٍ ... ولا يوجد الري في كل ماء
ختمت القضاء بحكم الإله ... (?) كختمة أحمد للأنبياء
دعيت بكنيته واسمه ... فنور الهدى طي ذاك الدعاء
أهنيك لا بل أهني الورى ... بأن فاز نقبهم بالهناء
طلعت لهم وسط عمياء لا ... ترى العين فيها سبيل اهتداء
ولحت منار هدىً ناره ... يؤرثها ملكوت السماء
فهديك شمس يطير الضلال ... شعاعاً بأرجائها كالهباء
وسعيك في ذاته لم يزل ... يبيح الجنى في جذوع الأشاء
فحط أفرخاً ضمهم في يديك ... حميم ثوى في ربوع الفناء
أغاض الردى منه ماء الندى ... وأخمد منه شهاب الذكاء
يضمكما منتمى وائلٍ ... وقرب النفوس أجل انتماء
وأكرم حي وفي رعى ... أذمة ميتٍ كريم الإخاء