ومن قصائد ابن الملح المطولات في المدح
قال من قصيدة في المعتمد أولها:
سكن اشتياقك ما عدا عما بدا ... أرويت أم حمت الخطوب الوردا
لم يطف وجدك إنما هي شعلة ... كالسيف جرده المقام وأغمدا
والعضب يستره القراب وربما ... خشنت مضاربه الرقاق من الصدا
والروض يبعث بالنسيم كأنما ... أهداه يضرب لاصطحابك موعدا
سكران من ماء النعيم وكلما ... غناه طائره وأطرب رددا
يأوي إلى زهرٍ كأن عيونه ... رقباء تقعد للأحبة مرصدا
زهر يفوح به اخضرار نباته ... كالزهر أسرجها الظلام وأوقدا
ويبيت في فنن توهم ظله ... بالصبح في عين القرارة مرودا
قد خف موقعه لديه وربما ... سمح النسيم بعطفه فتأودا
أعلى محل الشعر أن قصائدي ... جعلت مديحك بالمعاني مقصدا [88أ]
خطبته تركب بطن كفي منبرا ... ودعتك تعمر ظهر كفك مسجدا
أثقلت أعناق المآرب لؤلؤاً ... وملأت آماق البصائر إثمدا