قد أصيب في بعض حروبهم في الجاهلية، فقطع أكحله، وفي ذلك يقول:
وخان قراع يدي الأكحل ... ومن أدل شيءٍ على ذلك أنه هاجى في الجاهلية والإسلام أكثر من ثمانين شاعراً، لم يصفه أحد بالجبن ولا عيره به، ولم يكن شيء يتعايرون به أشد. ولحسان أيام مشهورة، ومواطن في الحروب مذكورة، وكان ممن له كنيتان في السلم والحرب، كما كان الأبطال تفعل على عهده، كان يكنى في السلم بأبي الوليد، وفي الحرب بأبي نعامة.
وقد أولع ابن المصيصي [85ب] بهذا المعنى فأعاده وأبداه، وألحمه وأسداه، وأعجبه ما اتفق له منه، حتى أخرجه إلى ما كان في مندوحةٍ عنه، والشعر ميدان ربما دعا الأرن إلى المراح، وأخرج السابق إلى الجماح، فقال من قصيدة يمدح بها المعتمد، وذكر نفسه وابن عمار:
كأن أبا بكر أبو بكر الرضى ... وحسان حسان وأنت محمد فأراد أن يعرب فأعجم، وأحب أن يضيء فأظلم، ونعوذ بالله من الخطل في القول، ونبرأ إليه من القوة والحول.