فعجبت من أمنك مراجعاً لا يقصد في أدب المقابلة قصدي، ولا يعقد على سانح أخوتك عقدي؛ يجعل جوابك قول القائل:

لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي وغفراً غفراً لهذا العقوق؛ وخذه بإزاء قولك: تخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق. وعلى كل حال فقد نادينا لو أسمعنا، وطرنا لو وقعنا؛ وما أشبهنا بالغريبة التي خبرها يدفن، وشرها يعلن، يتعب أحدنا نفسه، ويرهف حسه، ويعارض السيف بفهمه، والبحر بعلمه، والنار بذكائه، والزمان بمضائه، ونتائج فكره محجوبة، وبنات صدره غير مخطوبة:

[إن يسمعوا ريبةً طاروا لها فرحاً ... عنه وما سمعوا من صالح دفنوا] وفي فصل منها: ولو لم يعلم لنا خبر، ولا ظهر منا أثر، وبقينا لا يعرف مكاننا، إلا بإخراج قسمة الأقاليم لنا، والحاجة في الجغرافيا إلى ذكر صقعنا، لكان عذراً في التقصير عن اشتهار الفضل لائحاً، وإن كان نهجنا إلى أخذه والعلم به واضحاً؛ وإن كنت بإطلاق قولك، قد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015