قال أبو عامر: فسألت ابن الأبار الرد عليه، والإنضمام على السلامة من ذكر أحد، حمية للأموة وولاء إلى الحربية، فقال على الارتجال، وقد أخذت منه الجريال:

غادرت عرضي عرضة وأبحته ... وتركت نهب نفائس ونفوس

وقذفت أم المؤمنين تمرداً ... وكفرت من حرب بكل رئيس

إن لم نصبحكم بكل مصممٍ ... وبكل ذمر في اللبوس عبوس

خيل كأمثال الأجادل فوقها ... ليس غطارف غامدون لليس [76ب]

فإذا كسوناكم حداد مآتم ... أبنا بصافية الأديم عروس

نسقيكم خمر الردى بصوارم ... ونعل من خمر المنى بكؤوس قال أبو عامر: وقد سلم ابن الأبار لتلك الطائفة المردود عليها، وتخلص ألطف تخلص، على أن الاشتر ما سلم ولا كرم.

قال ابن بسام: والذي وصف الوزير أبو عامر من الحمية للأموية، وولائه لآل الحربية صحيح، لأن جدهم الأول أبان بن عبيد المعروف بالشرخ مولى لمعاوية بن أبي سفيان، أهدي إليه من سبي البربر، وأبان بن عبيد هو الداخل مع عبد الرحمن بن معاوية، فأنزله بربض الرصافة من حضرة قرطبة، وتلك النزل دور يتوارثها بنو مسلمة من تاريخ دخول عبد الرحمن إلى وقتنا هذا، لها بأيديهم نيف على أربعمائة سنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015