ومن أغرب ما وردت به الرؤيا بعد قتله أن رجلاً من الصلحاء رأى في النوم كأن رأسه ينشد على الخشبة التي كان عليها:

بان الخليط وشفني وجدي ... وبقيت أندب ربعهم وحدي فآذنت الرؤيا ببين آل أبي عامر وصدقت إلى مديدة. انتهى ما لخصته من كلام ابن حيان في خبره.

ومن شعر أبي حفص بن برد، مما خاطب به أبا العلاء صاعداً بن الحسن اللغوي من أبيات يقول فيها:

أبا العلاء تعريض ذي مقة ... أهدى لك الود محضاً غير مقطوب

ناء بغربته والفهم نسبته ... وكم دني قصي في المناسيب

وصار في غربة الآداب مغترباً ... أما كفى الدهر عض دون تغريب

أولاك محمدةً من بعد تجربة ... لا يصلح الحمد إلا بعد تجريب

أنت الذي لم يعاشر مثله رجلاً ... في العلم والظرف والآداب والطيب

تحصيل فضلك للحساد معجزة ... وكنه عملك شيء غير محسوب

أما اللغات فلا يعقوب يبلغ ما ... وعيت منها ولا أشياخ يعقوب

[وأنت رب القوافي الشاردات به ... تحدى وسيقتها في كل أسلوب

إنا نناديك للجلى وأنت لها ... طب تعالج فيها كل مطلوب]

فهل شعرت ببدر طاف بي غلساً ... رخص البنان كحيل العين مخضوب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015