تَرى الأرْضَ مِنَّا بالفَضاءِ مَريضةً ... مُعَضِّلةً مِنّا بِجَمْعٍ عَرَمْرَمِ
عَضَّلَتِ الأرْضُ بأهْلِها: إذا ضاقت بهم لكثرتهم! وعَضَّلتِ المرأةُ بولدِها تعضيلاً: إذا نَشِبَ الولدُ فَخَرجَ بعضُه ولَمْ يَخْرُجْ بَعْضٌ فبَقِيَ مُعْتَرِضاً
وقال أبو نواس:
أمامَ خَميسٍ أدْجُوانٍ كأنَّه ... قَميصٌ مَحوكٌ مِنْ قنًا وجِيادِ
الأدْجوانُ: الأسود، واشتقاقه مِنَ الدُّجى، ويروى: أرْجُوانٍ، وهْوَ: الأحْمر
وقال ابن الرومي:
فلَوْ حَصَبَتْهُمْ بِالفضاءِ سَحابةٌ ... لَظَلَّ عَلَيْهِمْ حَصْبُها يَتَدَحْرَجُ
وهو من قول قيس بن الخطيم:
لَوَ انَّكَ تُلْقي حَنْظلاً فَوْقَ بَيْضِنا ... تَدَحْرَجَ عَنْ ذي سامِهِ المُتَقارِبِ
البيض جمع بَيضة: الخوذة، سميت بذلك لأنها على شكل بيضة النعام، والحنظل ثمر يشبه البطيخ لكنه أصغر منه جداً ويضرب المثل بمرارته، وقوله: عن ذي سامه، أي على ذي سامه، فعن فيه بمعنى على والهاء في سامه يرجع إلى البيض المُمَوَّه به، أي البيض المُمَوّه بالسام، والسام: عروق الذهب والفضة، وهو هنا الطرائق الْمُذهبة في البيض، قال الإمام ثعلب: معناه: أنهم تراصُّوا في الحرب حتى لو وقع حنظل على رؤوسهم على إمّلاسِه واستواء أجزائه لم ينزل إلى الأرض
وقال أبو عمرو بن العلاء: أحسنُ ما قيل في صفة الجيش قول النابغة:
إنّي لأخشى عليكم أنْ يكونَ لكم ... مِنْ أجْلِ بَغْضائِكُمْ يَوْمٌ كأيّامِ