فلَوْ كانَ لي رأسانِ أتْلَفْتُ واحِداً ... ولكنَّه رأسٌ إذا زال أعْقَما
ولَوْ كانَ مُبتاعاً لدى السُّوقِ مِثلُه ... فَعَلْتُ ولَمْ أحْفِلْ بأنْ أتَقَدَّما
وقال:
يقولُ ليَ الأميرُ بِغَيْرِ نُصْحٍ: ... تَقدَّمْ حينَ جَدَّ بِنا المِراسُ
وما لي إنْ أطَعْتُك مِنْ حَياةٍ ... وما لي بعدَ هذا الرّاسِ راسُ
وقيل لجبان: لِمَ لا تقاتل؟ فقال: عندَ النِّطاحِ يُغلبُ الكبشُ الأجمُّ الأجم: الذي لا قَرْنَ له، وهذا مثلٌ يضربُ لِمَنْ غلبَه صاحبُه بِما أعدَّ له
وقالوا: الشُّجاع مُلْقًى والجَبانُ مُوقًى، وقال البديع الهمذاني:
ما ذاقَ هَمّاً كالشُّجاعِ ولا خَلا ... بِمَسرَّةٍ كالعاجِزِ المُتواني
وهرب سليمان بن عبد الملك من الطاعون فقيل له: {قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً}. فقال ذلك القليلَ نُريد.
قال زُفَرُ بنُ الحارث وقد فرَّ يومَ مَرْج راهط عن رفيقيه:
أيَذْهبُ يومٌ واحِدٌ إنْ أسأتُه ... بِصالِحِ أيّامي وحُسْنِ بَلائيا
فلَمْ تُرَ مِنِّي زَلَّةٌ قَبْلَ هَذِه ... فِراري وتَرْكي صاحِبيَّ وَرائِيا
وقديماً قال عمرو بن معد يكرب - وكان قد فرّ من بني عبس:
وليسَ يُعابُ المَرْءُ مِنْ جُبْنِ يَوْمِه ... إذا عُرِفَتْ مِنْهُ الشَّجاعةُ بالأمْسِ
وقد تقدَّم قولُ الشاعر الجبان: