القِلَّة والذِّلَّةَ مانعتانِ من ظهور كِبرهم، ومن قدر من الوضعاءِ أدنى قدرةٍ ظهر من كبره ما لا خَفاءَ به، ولم أرَ ذا كبر قطُّ علا من دونِه إلا وهو يذلُّ لمَنْ فوقَه بمقدار ذلك ووزنِه. . .

متكبِّر دنيء أو فقير

قالوا: أبغضُ الناسِ ذو عُسْرٍ يَخْطُرُ في رداءِ كِبْر.

ومن قولهم في ذلك: أنْفٌ في السّماءِ واسْتٌ في الماء

مدحهم معرفةَ الرجل قدرَ نفسه

وذمهم الصّلف

وبعض نوادر المزهوّين

قال علي بن أبي طالب: لن يَهْلِكَ امْرؤٌ عَرفَ قَدْرَه.

وقال المتنبي:

ومَنْ جَهِلَتْ نَفْسُه قَدْرَه ... رأى غيرُه منهُ ما لا يَرى

وقال سيِّدُنا رسولُ الله: (ثلاثٌ مُهْلكات: شحٌّ مُطاع، وهَوىً مُتَّبع، وإعْجابُ المَرْء بنفسه).

وقالوا: عُجْبُ المرءِ بنفسِه أحدُ حُسَّادِ عقلِه.

وقال أعرابيٌّ لرجلٍ مُعْجَبٍ بنفسه: يَسرُّني أنْ أكونَ عندَ الناسِ مثلَكَ في نفسِك، وعندَ نَفْسي مثلَك عندَ الناس. . .

وكان رجل يُسمّى أبا ثَوابة أقبحَ الناسِ كِبْراً، مُمْعناً في الصَّلَف، رُوي أنّه قال لغلامِه: اسقني ماءً، فقال: نعم، قال: إنّما يقول نعم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015