البيت التالي: إذا كشّر الأسدُ عن نابه فليس ذلك تبسُّماً، بل قَصْداً للافتراس، يريد: أنّه وإنْ أبْدى بِشْرَه، وتبسُّمَه للجاهلِ فليس ذلك رضىً عنه، وفي مثل هذا يقول أبو تمام:
قدْ قَلّصتْ شَفتاهُ مِنْ حَفيظتِهِ ... فَخيلَ مِنْ شِدَّةِ التَّعْبيسِ مُبْتَسِماً
قال المُثقّب العبدي - شاعر جاهلي -:
إنّ شرَّ الناسِ مَنْ يَكْشِرُ لي ... حينَ ألقاهُ وإنْ غَبْتُ شَتَمْ
وقال ابن الرومي:
يُبيحُ لي صَفْحَةَ السَّلامَةِ والسَّلْ ... مِ ويُخْفي في قَلْبِه مَرَضا
وقال المتنبي:
أبْدو فَيَسْجُدُ مَنْ بالسّوءِ يذْكُرُني ... ولا أعاتِبُه صَفْحاً وإهْوانا
وممّا يصح أن يُذكر هنا ما رُوي: أنّه قيل لأعرابيٍّ: كيف فلانٌ فيكم؟
فقال: إذا حضر هِبناه، وإنْ غابَ اغْتَبْناه، قال: ذاكَ هوَ السيِّدُ فيكم. . .
وتحذيرهم من العَداوة المَستورة
قال شاعر:
سُتورُ الضَّمائِرِ مَهْتوكةٌ ... إذا ما تلاحَظَتِ الأعْيُنُ
وقال زهير بن أبي سُلمى:
وما يكُ في عَدوٍّ أو صديقٍ ... تُخَبّرْكَ العُيونُ عن القلوبِ