لا تَسْألي القومَ ما مالي وما حَسَبي ... وسائِلي القومَ ما حَزْمي وما خُلُقي
ألقَوْمُ أعْلَمُ أنّي مِنْ سَراتِهُِمُ ... إذا تَطيشُ يدُ الرِّعْديدةِ الفَرِقِ
أعْطي السِّنانَ غداةَ الرَّوعِ حِصَّتَه ... وعامِلَ الرُّمْحِ أرْويهِ مِنَ العَلَقِِ
قدْ أَطْعَنُ الطَّعْنةَ النَّجْلاَء عَنْ عُرُضٍ ... وأكْتُمُ السِّرَّ فيهِ ضَرْبَةُ العُنُقِ
فقال معاويةُ: لَئِنْ كنّا أسأنا القولَ لَنُحْسِننَّ الفعلَ، وأجْزلَ صِلتَه. .
قالوا: أصبرُ الناسِ من صبرَ على كِتمانِ سِرِّه فلمْ يُبْدِه لصديقٍ فيوشكَ أن يصيرَ عدوَّاً فيُذيعَه
وقالوا: الصبرُ على لهبِ النارِ أهْونُ من الصبرِ على كتمانِ السِّرِّ. . .
قال الشاعر:
فلا تُودِعنَّ الدَّهرَ سِرَّكَ أحْمقاً ... فإنّك إنْ أوْدَعْتَه مِنْه أحْمقُ
إذا ضاقَ صَدْرُ المَرْءِ عَنْ كَتْمِ سِرِّه ... فَصَدْرُ الذي يُسْتودَعُ السِّرَّ أضْيقُ
وقالَ بشار:
تَبوحُ بِسرِّكَ ضيقاً بهِ ... وتَحْسَبُ كلَّ أخٍ يَكْتُمُ
وكِتْمانُكَ السِّرَّ مِمّنْ تَخافُ ... ومَنْ لا تَخافَنَّه أحْزَمُ
إذا ذاعَ سِرُّكَ مِنْ مُخْبَرٍ ... فأنْتَ مَتى لُمْتَهُ ألْومُ
يقولون: فلانٌ أضْيعُ للأسْرارِ مِنَ الغِرْبالِ للماء، وقال الحطيئة: