هوَ ذاكَ الذِّهْنُ أذكى نارَهُ ... والمِزاجُ المُفْرطُ الحَرِّ الْتَهَبْ
ودَخَلَ بَخْتَيْشوعُ على يحيى بنِ خالدِ بنِ برمك بِعَقِبِ حُمّى فقال له: توقَّ فإنَّ حمّى ليلةٍ يبقى في البَدنِ تأثيرها سنة! - وعنده وكيع فقال: صدق، فقال يحيى: ما أقربَ تصْديقَكَ إيَّاه! قال: لأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (حُمّى ليلةٍ كفَّارة سنة)، فعَلِمْتُ أنَّ هذا مِنْ ذاك. . .
مِمّا يُسْتَحْسنُ في عَيْنِ مَحْبوب رَمْداء قولُ ابْنِ المَعتزّ:
قالوا: اشْتَكَتْ عَيْنُه فَقُلْتُ لَهُمْ: ... من شِدَّةِ الفَتْكِ نالَها الوَصَبُ
حُمْرَتُها مِنْ دِماءِ مَنْ قَتَلتْ ... والدَّمُ في النَّصْلِ شاهِدٌ عَجَبُ
وفي معنى هذين البيتين قولُ بعضهم:
قالوا: الحَبيبُ شَكا جُعِلْتُ فِداَءه ... رَمَداً أضَرَّ بِعَيْنِه كالْعَنْدمِِ
فأجَبْتُهُمْ: مازالَ يَفْتِكُ لَحْظُه ... في مُهْجَتي حَتّى تلَطَّخَ بالدَّمِ