قال ابنُ الروميِّ في ذلك:
وعَزيزٌ عليَّ مَدْحي لِنَفْسي ... غيرَ أنِّي جُشِّمْتُه لِلدَّلالَهْ
وهْوَ عَيْبٌ يكادُ يسْقُطُ فيه ... كلُّ حُرٍّ يُريدُ يُظْهِرُ حالَهْ
ووُصِفَ لأبي جعفر المنصور بعضُ الأفاضل، فأمر بإشْخاصِه إليه؛ فلمّا دخل قال له: أعالِمٌ أنت؟ فقال: أكره أن أقولَ: نعم، وفيه ما فيه، أو أقول: لا، فأكون جاهلاً. فأعجب المنصور بجوابه وألزمه المهديّ.
قالوا: لا تَهْرِف قبل أن تَعْرِف أي لا تمدح قبلَ التجربة، وأصل الهَرْفِ: الهذيان قال الأزهري: الهَرْفُ: شبه الهذيان من الإعجابِ بالشَّيء يقال: هو يَهْرَف بفلانٍ نهارَه كُلَّه هَرْفاً وقالوا: لا تَحْمَدَنَّ أمةً عام شرائِها، ولا حُرّةً قبل بِنائِها قبل الدخولِ بها. . . وقال رجلٌ لعمرَ رضي الله عنه: إنّ فلاناً رجلُ صِدْقٍ، فقال: هل سافرْتَ معه، أو ائْتَمَنْته؟ قال: لا، فقال: إذن لا تمدحْه، فلا علمَ لك به، لعلّك رأيتَه يَرْفَعُ رأسَه ويخفضُه في المسجد!
قال أبو ذرٍّ: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: الرجلُ يعملُ العملَ ويحبُّه الناسُ؟ قال: تلك عاجِلُ بُشْرى المُؤْمن. . . وقال صلواتُ الله عليه: إذا أردْتم أن تعلموا ما للعبدِ عند الله فانْظُروا ماذا يتبعُه من الثناء. . .