الدين المعامله (صفحة 142)

بأعمال صالحة يتعدى نفعُها إلى الآخرين، هي تعلُمُ القرآن وتعليمُه، وحسنُ المعاملة مع الأهل وغيرِهم، وكفُ الشر والأذى، وإطعامُ الطعام.

وذات يوم جلس أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يتحادثون في أكرم العرب نسباً، فهذا الموضوع له عمق وأهمية في مخيلة العربي الذي نشأ في البيئة العربية التي ما فتئ الناس فيها يتفاخرون بالأحساب والأنساب، ثم رأوا أن يحسموا أمرهم بسؤال النبي المعصوم الذي يوحى إليه، فقالوا: يا رسول الله، من أكرم الناس؟ فأجاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بأخصر جواب وأدقه وأعمقه: «أتقاهم».

لكن الصحابة كانوا يبحثون عن إجابة سؤال آخر، إنهم يريدون معرفة أكرمِ الناس نسباً وأعلاهُم مقاماً، فقالوا: ليس عن هذا نسألك. فأجابهم - صلى الله عليه وسلم - وهو يغرس ميزان الإسلام في صدورهم: «فيوسف، نبيُّ الله ابنُ نبي الله ابنِ نبيِّ الله ابنِ خليل الله».

لقد عاد النبي - صلى الله عليه وسلم - للتأكيد على ميزان الخيرية الإسلامي الذي يقدم المرء حسب الإيمان ونسب العقيدة، وهو بالطبع ليس جواب السؤال الذي يسأله الصحابة، لذلك قالوا ثانية:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015