الدين المعامله (صفحة 139)

أبي وقاص بقوله: رأى سعد - رضي الله عنه - أن له فضلاً على من دونه فقال - صلى الله عليه وسلم -: «هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم» (?).

وفي موقف آخر بلغ صفيةَ بنتَ حيي أن حفصةَ بنتَ عمر قالت عنها أنها ابنة يهودي، فبكت صفية لذلك، فدخل عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي تبكي، فقال: «ما شأنُك؟»، فأخبرته بما قالته حفصة عنها، فقال - صلى الله عليه وسلم - مواسياً: «إنك ابنة نبي [أي هارون لأنها من نسله]، وإن عمك لنبي [أي موسى عليه السلام]، وإنك لتحت نبي [أي هي زوجة نبي]، ففيم تفخر عليك؟»

ولم يفُتْه - صلى الله عليه وسلم - النصح لزوجه المخطئة فقال لها: «اتق الله يا حفصة» (?).

قال المباركفوري: " قال «اتقي الله» أي مخالفته أو عقابه؛ بترك مثل هذا الكلام الذي هو من عادات الجاهلية" (?).

ونلحظ هنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرشد إلى طريقة ينجبر بها كل نسب يظنه البعض سُبة، وهي الانتساب إلى الأب الشريف ولو كان بعيداً، كما هو الحال في صفية، فهي من نسل هارون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015