مظهران من مظاهر الوفاء لخديجة الحبيبة الراحلة: ذكرُها بلسان محب لا يمل من ذكر الحبيب ومآثره، وإكرامُ أهلها وذويها وصديقاتها؛ بِرَّاً بها.
وفي رواية أن عائشة رضي الله عنها لما رأت النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر من ذكر خديجة رضي الله عنها، ويهدي إلى صديقاتها قالت: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة. فكان الزوج الوفي يرد بالقول: «إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد» (?).
قال النووي: "في هذه الأحاديث دلالة لحسن العهد، وحفظ الود، ورعاية حرمة الصاحب والمعاشر حياً وميتاً، وإكرام معارف ذلك الصاحب" (?).
وقال ابن بطال: "حسن العهد في هذا الحديث هو إهداء النبي عليه السلام اللحم لأجوار [أي جيران] خديجة ومعارفها؛ رعياً منه لذمامها، وحفظاً لعهدها" (?).
وتنقل أم المؤمنين عائشة صورة أخرى عجيبة من صور الوفاء للزوجة بعد وفاتها، لا يقف عند ذكر الزوجة بالخير، بل