أسلمت. فقال - صلى الله عليه وسلم - وهو مسرور بإنابة خوات: «الله أكبر، الله أكبر، اللهم اهد أبا عبد الله». فحسن إسلامه وهداه الله (?).
وهكذا فإنه - صلى الله عليه وسلم - كان يمزح مع أصحابه من غير أن يكون هذا ديدنه، وكان مزاحه - صلى الله عليه وسلم - بقصد الإيناس والتحبب، لا مجرد الهزل واللعب، وكان في مزاحه لا يقول إلا حقاً، وصدق ابن قتيبة بقوله: "وقد درج الصالحون والخيار على أخلاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في التبسم والطلاقة والمزاح بالكلام المجانب للقدح والشتم والكذب " (?)، فهذا أدب النبي - صلى الله عليه وسلم - في المزاح وأدب أصحابه من بعده، فقد وصفهم بكر بن عبد الله فقال: "كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يتبادحون بالبطيخ، فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال" (?)، فمزاحهم لا يشغلهم عن الحق، ولا يغيِّب علامات الجد والرجولة.