وفي نهاية الكتاب يهتم الباحث بإبراز أسباب السقوط من المنظور القرآني، ليبين للقارئ أن اسباب السقوط عديدة منها؛ انحراف الأمة عن مفاهيم دينها، كعقيدة الولاء والبراء، ومفهوم العبادة، وانتشار مظاهر الشرك والبدع، وانحرافات وظهور الصوفية المنحرفة كقوة منظمة في المجتمع الاسلامي تحمل عقائد وأفكار وعبادات بعيدة عن كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وينبه القارئ المسلم عن خطورة الفرق المنحرفة في إضعاف الأمة كالفرقة الأثنى عشرية الشيعية الرافضية، والدروز والنصيرية والإسماعيلية، والقاديانية، والبهائية وغيرها من الفرق الضالة المحسوبة على الاسلام، ويتحدث الكتاب عن غياب القيادة الربانية كسبب في ضياع الأمة وخصوصاً عندما يصبح علمائها ألعوبة بيد الحكام الجائرين، ويتسابقون على الوظائف والمراتب وغاب دورهم المطلوب منهم، وكيف اصيبت العلوم الدينية في نهاية الدولة العثمانية بالجمود والتحجر؟ وكيف اهتم العلماء بالمختصرات والشروح والحواشي والتقريرات؟ وتباعدوا عن روح الاسلام الحقيقة المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ورفض كثير من العلماء فتح باب الاجتهاد، وأصبحت الدعوة لفتح بابه تهمة كبيرة تصل الى الرمي بالكبائر، وتصل عند بعض المقلدين والجامدين الى حد الكفر، وتعرض الكتاب للظلم الذي انتشر في الدولة وما أصابها من الترف والانغماس في الشهوات وشدة الاختلاف والتفرق وماترتب عن الابتعاد عن شرع الله من آثار خطيرة، كالضعف السياسي، والحربي، والاقتصادي، والعلمي، والأخلاقي، والاجتماعي، وكيف فقدت الأمة قدرتها على المقاومة، والقضاء على أعدائها؟ وكيف استعمرت وغزيت فكرياً، نتيجة لفقدها لشروط التمكين وابتعادهاعن اسبابه المادية والمعنوية، وجهلها بسنن الله في نهوض الأمم وسقوطها، قال تعالى: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا

يكسبون} (سورة الأعراف: آية 196).

إن هذا الجهد المتواضع قابل للنقد والتوجيه وفي حقيقته محاولة جادة للجمع والترتيب والتفسير والتحليل للأحداث التاريخية التي وقعت في زمن الدولة العثمانية والتي تأثرت بحركة الشعوب في صراعها العنيف فيما بينها نتيجة للأختلاف في العقائد والمناهج والأهداف والقيم والمثل؛ فإن كان خيراً فمن الله وحده وإن أخطأت السبيل فأنا عنه راجع إن تبين لي ذلك، والمجال مفتوح للنقد والرد والتوجيه وهدفي من الكتاب:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015