نصارى، كما كان بها أعداد من اليهود. والواقع أن الطلاب قد أقبلوا على هذه المدرسة حتى بلغ عددهم عام 1869م ستمائة طالب مسلمين ونصارى ويهود (?).

ورغم هذه الخطوات الإصلاحية التي تمت في عهد السلطان عبد العزيز، إلا أن الدول الأوروبية لم تعتبرها كافية لتنهض دليلاً على أن الدولة العثمانية إنما تريد الإصلاح، وتعمل لتحسين رعاياها النصارى، ولإزالة المفاسد التي استشرت في نظام الإدارة والحكومة، وهي مفاسد كانت في نظر الكثير من المعاصرين الأوروبيين تهدد بانهيار الدولة في النهاية (?).

وكان رأي فريق كبير من الإنجليز وغيرهم من المعاصرين، أن زوال الدولة العثمانية قد بات ضرورياً، حيث إنها قد فشلت في الأخذ بأسباب الإصلاح الأوروبي، فقال لورد كلارندون وزير الخارجية البريطانية في عام 1865م: "إن الطريقة الوحيدة لإصلاح أحوال العثمانيين هي بإزالتهم من على سطح الأرض كلية " (?). وهذا يؤكد حقد النصارى على الدولة العثمانية المجاهدة لأنها هزمتهم منذ فتح القسطنطينية.

لقد فشلت الدولة العثمانية في الأخذ بأسباب الإصلاح الأوروبي لإنعدام كل صلة بين المبادئ الأوروبية وبين مبادئ الدولة العثمانية المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - (?).

عزل السلطان عبد العزيز:

كان السلطان عبد العزيز قد زار أوروبا، ورأى اتفاق وتآمر الدول الأوروبية على الدولة العثمانية، فحاول أن يستفيد من الخلاف القائم على المصالح بين دول أوربا الغربية وروسيا لمصلحة الدولة العثمانية، فبدأ يكثر من دعوة السفير الروسي، إلى استانبول فخافت الدول الأوروبية، وبدأت تشيع الشائعات عنه في التبذير والإسراف (?) واستطاع مدحت باشا أن يعزله ثم قام مع عصابته بقتله في عام (1293هـ/1876م) (?).

إن مدحت باشا كان من يهود الدونمة روجت له الدعاية الماسونية في أنحاء الشرق العربي والغربي على أنه البطل العظيم حامل لواء الإصلاح والحرية في السلطنة العثمانية، وسمّته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015