المبحث الثالث
السلطان محمد خان الثالث
ولد عام 974هـ، وجلس على سرير السلطنة عام 1003هـ بعد وفاة والده باثني عشر يوماً، لأنه كان مقيماً في مغنيسا (?)، كانت أمه إيطالية الأصل تسمى صفية (?).
ورغم حالة الضعف والتدهور التي كانت قد بدأت تعتري الدولة العثمانية إلا أن راية الجهاد ضد الصليبيين ظلت مرفوعة ومما يذكر لهذا السلطان أنه لما تحقق له أن ضعف الدولة في حروبها بسبب عدم خروج السلاطين وقيادة الجيوش بأنفسهم برز بنفسه وتقلد المركز الذي تركه سليم الثاني، ومراد الثالث، ألا وهو قيادة عموم الجيوش، فسار إلى بلغراد ومنها إلى ميادين الوغى والجهاد، وبمجرد خروجه دبت في الجيوش الحمية الدينية والغيرة العسكرية، ففتح قلعة (أرلو الحصينة) التي عجز السلطان سليمان عن فتحها في سنة 1556م ودمر جيوش المجر والنمسا في سهل كرزت بالقرب من هذه القلعة في 26 اكتوبر سنة 1596 حتى شبهت هذه الموقعة بواقعة (موهاكز) (?) التي انتصر فيها السلطان سليمان سنة 1526م وبعد هذه المعركة استمرت الحروب دون أن تقع معركة حاسمة (?).
وتعرضت الدولة في زمنه لثورات داخلية عنيفة قادها قره يازيجي وأخرى قام بها الخيالة إلا أن السلطان استطاع القضاء عليهما بصعوبة ومن تلك الأحداث الداخلية يظهر للباحث المدقق اختلال النظام العسكري وعدم صلاحيته لحفظ اسم الدولة وشرفها من أعدائها.
كان من شيوخ السلطان محمد الثالث وممن شجعه على الخروج بنفسه لقيادة الجيوش وقال للسلطان: (أنا معك أسير حتى أخلص وجودي من الذنوب، فإنني بها أسير) (?).