لسبيل الله وهذا ماسارت عليه الدولة في سياستها في جميع فتوحاتها ولعل ذلك كان سبباً مباشراً في سرعة الفتح ونجاحه، في كل الأقاليم والميادين التي طرقتها الدولة وكان العثماني في أي موقع يخدم الدولة بكل إخلاص وما خدمته تلك، إلا خدمة للإسلام (?).
أصدر السلطان سليم الثاني أوامره إلى وزيره سنان باشا وقبودانه قلج علي بالاستعداد للتوجه إلى تونس، لفتحها نهائياً، واعادة نفوذ الدولة العثمانية اليها، كما صدرت نفس الأوامر والتوجيهات لبقية الأقاليم بتحضير الجنود والذخيرة، والمؤن والجنود مع مائتين وثلاث وثمانين سفينة مختلفة الأحجام، كما أكد على المكلفين بالخدمة في الأناضولي والروم يلي بالإشتراك في السفر بحراً، كما أحضر المجدفين اللازمين للأسطول، وأنذر من لايحضر من المجدفين بالفصل من مناصبهم على أن لايسند إليهم في المستقبل أي عمل وبينما كان الأسطول يتأهب، أخذ حيدر باشا الحاكم العثماني في تونس والذي انسحب للقيروان في حشد المجاهدين من الأهالي الذين التفوا حوله (?).
أبحر الأسطول العثماني بقيادة سنان باشا وقلج علي في 23 محرم 982هـ / 14 مايو 1574م، فخرج من المضائق ونشر أشرعته في البحر الأبيض، فقاموا بضرب ساحل كالابريا، مسينا، واستطاع العثمانيون أن يستولوا على سفينة مسيحية ومن هناك قطعوا عرض البحر في خمسة أيام (?) في هذا الوقت وصل الحاكم العثماني في تونس حيدر باشا، كما وصلت قوة من الجزائريين بقيادة رمضان باشا، وقوة طرابلس بقيادة مصطفى باشا، كما وصل ثمة متطوعين من مصر (?).
بدأ القتال في ربيع سنة 981هـ/ 1574م، ونجح العثمانيون في الإستيلاء على حلق الواد، بعد أن حوصروا حصاراً محكماً (?) وقامت قوات أخرى بمحاصرة مدينة تونس، ففر الاسبان الموجودن فيها ومعهم الملك الحفصي محمد بن الحسن إلى البستيون (?) التي بالغ الاسبان في تحصينها وجعلوه من أمنع الحصون في الشمال الأفريقي.
توجه العثمانيون بعد تجمع قواتهم إلى حصار البستيون، وضيق العثمانيون الخناق على