واعلن الباب العالي ضم المغرب الى الدولة العثمانية بعد ان خطب الامام للسلطان العثماني (?).
ازداد فزع الاسبان والبرتغال لرؤية الاساطيل العثمانية وهي تسيطر على بعض الموانئ المغربية القريبة من مراكز احتلالهم التي سيطر عليها العثمانيين ومن ثم التوجه للاندلس، وقد جاء في الرسالة التي بعثها الملك البرتغالي (جان الثالث) الى الامبراطور شارل الخامس، مايدل على هذا الفزع اذ كتب إليه يحثه على التدخل في المغرب للحيلولة دون توطيد العثمانيين لاقدامهم في هذه البلاد، لان ذلك يشكل خطراً كبيراً على مصالح الأمتين (?).
مكث صالح رايس بمدينة فاس اربعة اشهر ضمن خلالها استقرار الامور للدولة العثمانية، وفي خلال تواجده في فاس لم يترك الجهاد ضد الاسبان فأرسل فرقة من جيشه الى الريف المغربي استرجع من الاسبان معقلهم الكبير باديس او صخرة فالين كما يدعونها (?)، كما حاول صالح رايس ان يستبدل الباشا العثماني ابا حسون بالشريف الادريسي الراشدي مولاي بوبكر، بناء على اقتراح المرابطين الصوفيين للقيام على حكم فاس باسم السلطان العثماني، إلا ان ثورة الأهالي اضطرت صالح رايس لاعادة بوحسون الى حكم فاس، فأذعن بوحسون لشروط العثمانيين بشأن الحفاظ على السيادة العثمانية من حيث الخطبة باسم السلطان العثماني واقامة حامية عثمانية في مقر بلاطة (?).
لم يكن صالح رايس يهتم قبل كل شيء إلا بمحاربة الاسبان، ولا يهدف من وراء أي عمل إلا جمع القوى الاسلامية من أجل تطهير البلاد من التواجد المسيحي، كان يرى قبل كل شيء وجوب طرد الاسبان من وهران، من النزول الى الاندلس، لكن كيف يتسنى له ذلك وسلطان السعديين بالمغرب يترقب به الفرص وسلطان قلعة بني عباس ببلاد مجانة يعلن انفصاله واستقلاله، ترامت لصالح رايس يومئذ الانباء عن ضعف القوى الاسبانية بمدينة مجانة، علاوة عن معاناة الحامية بالضيق فرأى صالح أن يغتنم الفرصة وأن يبدأ بتطهير الشرق من الاسبان قبل أن يطهر الغرب ولعل انقاذ بجاية سيكون له اثر في عودة ملك بجاية