صبي ولا شيخ ولا امرأة، ولايحرق فيها زرع، ولا يتلف فيها ضرع، ولايمثل فيها بإنسان، ولاتصيب إلا المقاتلين الذين يحملون السلاح في وجه المسلمين) (?).
كان "محمد الفاتح" وهو يمثل اسلامه وعقيدته ومنهجه الاسلامي في الحرب على تعاليم الصديق (ابي بكر) - رضي الله عنه - في معاملته للروم (لاتخونوا، ولاتغلوا ولاتغدروا، ولاتمثلوا، ولاتقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً، ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً، ولا تحرقوه، ولاتقطعوا شجرة مثمرة، ولاتذبحوا شاة ولا بعيراً إلا لمأكله، وسوف تمرون بأقوام قد فرّغوا أنفسهم في الصوامع، فدعوهم ومافرّغوا أنفسهم له ... اندفعوا باسم الله) (?).
لقد دخل محمد الفاتح الى قلب العاصمة البيزنطية وأعطى عالم الغرب النصراني دروس في العدالة والرحمة وأصبحت معلماً من معالم التاريخ العثماني.
إن الدولة العثمانية سارت على منهج الاسلام، فأخذت منه العدالة والرحمة بالرعايا الذين حكموهم ولقد تحدث عبد الرحمن عزام عن رحمة العثمانيين وعدالتهم بالشعوب التي حكموها فقال: (وقد يظن بعض الناس بما يتناقلون من احاديث أو فكاهات عن بعض العهود للدولة العثمانية أنها كانت دولة عظيمة، ولكن لم تكن صفة الرحمة مميزاتها، وهو خطأ شائع لا يقف أمام البحث والتدقيق ... ولقد سمعت بنفسي حديث هذه الرحمة في "بسرابيا" من رومانيا على نهر "الدنيستز" وقيل لي: إن أمثلة الفلاحين في هذه الأطراف النائية للملك العثماني لا تزال تعبر عن رحمة التركي وعدله. ومنها مايشير الى أن العدل ينزع مع الأتراك من الأرض. وقد لفت نظري في بولونيا ورومانيا وفي بلاد البلقان في رحلاتي المتعددة أمثلة وأساطير لاتزال تشير الى ما استقر في نفوس هذه الأمم المسيحية من احترام التركي المسلم كرحيم عادل.
وفي سنة 1917م كنت في فيينا فروي لي أن البوليونيين مستبشرون بوصول العساكر العثمانية الى جاليسيا مدداً للنمساويين) (?).
( ... بأن العدل والرحمة الاسلامية هما اللذان مكنا للعثمانيين في أوروبا. وبالعدل والرحمة خرجت هذه الأمم من همجيتها وقسوتها وعرفت المساواة والإنصاف، ويكفى أن تعلم أن استرقاق الطوائف بأشنع صورة كان نظاماً دولياً متعاهداً عليه في أوروبا الوسطى