منفوس (?) نفرض له (?). وفي رواية أخرجها ابن سعد من خبر أبي بكر بن حزم قال: كنا نخرج ديوان أهل السجون فيخرجون إلى أعطياتهم بكتاب عمر بن عبد العزيز، وكتب إليّ: من كان غائباً قريب الغيبة فأعط أهل ديوانه، ومن كان منقطع الغيبة، فأعزل عطاه إلى أن يقدم أو يأتي نعيه، أو يوكل عندك بوكالة ببينة على حياته فادفعه إلى وكيله (?). وبهذا أحيا عمر بن عبد العزيز سنة العطاء الإسلامي التي كانت في عهد الخلفاء الراشدين وعهد معاوية رضي الله عنهم ثم اندثرت بعد ذلك واقتصر العطاء على بعض وجهاء الأمة، وكان بنو أمية يأخذون من ذلك الشيء الكثير على مراتبهم، فلما قسم عمر بن عبد العزيز ذلك على الأمة شمل جميع أفرادهم، وهذا من ابرز مواقفه (?) وإصلاحاته التجديدية.
14 ـ أغناؤه المحتاجين عن المسألة: قدم على عمر بن عبد العزيز بعض أهل المدينة فجعل يسأله عن أهل المدينة: فقال: ما فعل المساكين الذين كانوا يجلسون في مكان كذا وكذا؟ قال: قد قاموا منه يا أمير المؤمنين، قال: ما فعل المساكين الذين كانوا يجلسون في مكان كذا وكذا؟ قال: قد قاموا منه وأغناهم الله. قال: وكان من أولئك المساكين من يبيع الخبط للمسافرين (?)، فالتمس ذلك منهم بعد، فقالوا: قد أغنانا الله عن بيعه بما يعطينا عمر بن عبد العزيز (?). وهذا من نتائج المنهج العادل الذي سلكه عمر بن عبد العزيز في توزيع أموال المسلمين، حيث حُرِمَت القلة المتمكنة من الإسراف وأصبح ما يصرف لفرد من هذه الفئة يصرف لعشرات المسلمين،، فوصل المال العام إلى فئات من لم يكن يصل إليها قبل فاستغنوا به عن بعض الأعمال الشاقة التي كانت تُدِرُّ عليهم مبالغ زهيدة (?).
15 ـ دفع المهور من بيت المال: اهتمّ عمر بن عبد العزيز بأداء مهور الزواج من بيت المال لمن لم يستطع توفير ذلك، فقال أبو العلاء: قُرِئَ كتاب عمر بن عبد العزيز رحمه الله في مسجد الكوفة وأنا أسمع: من كانت عليه أمانة لا يقدر على أدائها فأعطوه من مال الله ومن تزوج امرأة لا يقدر أن يسوق إليها صداقها فأعطوه من مال الله (?). وهذا قرار مهم في إصلاح المجتمع، لأن صلاحه يتوقف علىتحصين أبنائه بالزواج وظفرهم بالسعادة الزوجية، وقد يكون المهر عائقاً لبعض الفقراء دون الزواج،