والعطاء، والأثر العلمي والاقتصادي والاجتماعي في عهده، وتحدثت عن بعض كرامات المجاهدين في عهده.

إن من فضائل الدولة الأموية في عهد معاوية وعبد الملك وبنيه الوليد وسليمان الفتوحات الواسعة التي تمت على أيديهم والتي امتدت ديار الإسلام نتيجة ذلك بين الصين في الشرق وبلاد الأندلس وجنوبي فرنسا في الغرب وكان الخلفاء يرسلون أبناءهم إلى الجهاد ويشهدون القتال وكان الصحابة وكبار التابعين من ضمن تلك الجيوش، فحركة الفتوحات أشرفت عليها الدولة وتفاعل معها المجتمع الإسلامي بكافة ألوانه من العلماء والفقهاء والتجار والزهاد والعباد وتحركت تلك الجيوش في المشارق والمغارب، كان الفاتحون لتلك الشعوب المترامية الأطراف قد جاؤوها بالعدل والإحسان ومطالب الروح ومطالب البدن، وجاءوا إليهم بدين الإسلام الذي يقرّر الإنسانية بمعناها الصحيح في هذه الأرض لذلك كان الإسلام سريع المدخل إلى نفوسهم، لطيف التخلل في الأفكار، قوي التأثير على الألباب والعقول وجاء الفاتحون لتلك الشعوب بالحقائق التي سعد بها أصحاب محمد وأسعدوا بها تلك الأمم قال الشاعر:

الله أكبر إن دين محمد

وكتابه أقوى وأقوم قيلا

طلعت به شمس الهداية للورى

وأبى لها وصف الكمال أفولا

والحق أبلج في شريعته التي

جمعت فروعاً للهدى وأصولا

لا تذكروا الكتب السوالف عنده

طلع الصباح فأطفئوا القنديلا

لقد كانت الفتوحات الكبرى في عهد معاوية والدولة الأموية دليلاً ملموساً على حيوية الأمة وتفاعلها مع دين الله وحرصها على هداية الشعوب.

هذا وقد تكلمت عن فكرة ولاية العهد والخطوات التي اتبعها معاوية لبيعة يزيد، من مشاورات، وحملات إعلامية وقبول أهل الشام لبيعة يزيد، وبيعة الوفود، وطلب البيعة من أهل المدينة واعتراض عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن الزبير والحسين بن علي رضي الله عنهم عن تلك البيعة وعن أسباب ترشيح معاوية لابنه يزيد، كالحفاظ على وحدة الأمة، وقوة العصبية القبلية، ومحبة معاوية لابنه وقناعته به، وعن الانتقادات التي وجهت لمعاوية بشأن البيعة ليزيد، وعن المآخذ على فكرة ولاية العهد في عهد معاوية وعن الأيام الأخيرة من حياته وعن دعائه وهو في سكرات الموات وقوله: اللهم أقل العثرة، واعف عن الزلة وتجاوز بحلمك عن جهل ما لم يَرْجُ غيرك فإنك واسع المغفرة ليس لذي خطيئة مهرب إلا إليك ثم مات وتحدث الكتاب عن عهد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وأهم صفاته وبيعته وموقف الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير منها والأسباب التي أدت إلى خروج الحسين والفتوى التي بنها على خروجه، وعزم الحسين على الذهاب إلى الكوفة ونصائح الصحابة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015