أئمة يقتدى بهم ولو أخذ رجل بقول أحدهم كان في سعة (?). قال أبو عمر رحمه الله هذا فيما كان طريقه الاجتهاد (?)، وسئل عمر بن عبد العزيز عن علي وعثمان وصفين وما كان بينهم فقال: تلك دماء كف الله يدي عنها وأنا أكره أن أغمس لساني فيها (?) وعن محمد بن النضر قال: ذكروا اختلاف أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عند عمر بن عبد العزيز فقال: أمر أخرج الله أيديكم منه ما تعملون ألسنتكم فيه (?). وعمر بن عبد العزيز كغيره من علماء السلف الصالح حريص على إبراز فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم لا يكون ذلك وقد قال الله تعالى: ((لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيباًً)) (الفتح، الآية: 18) ومعتقد أهل السنة: بأن لا يذكر أحد من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بأحسن ذكر والإمساك عما شجر بينهم، وأنهم أحق الناس أن يلتمس لهم أحسن المخارج ويظن بهم أحسن المذاهب (?)، وقال ابن حجر: واتفق أهل السنة على وجوب منع الطعن على أحد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من ذلك ولو عرف المحق منهم، لأنهم لم يقاتلوا في تلك الحروب إلا عن اجتهاد، بل ثبت أنه يؤجر أجراً واحداً وأن المصيب يؤجر أجرين (?)، ومضمون الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز توضح معتقده في الصحابة وهو معتقد أهل السنة والجماعة.

تاسعا: موقفه من أهل البيت:

تاسعاً: موقفه من أهل البيت: قال ابن القيم أن العلماء اختلفوا في تحديد المراد بأهل البيت على أقوال، قال رحمه الله واختلف في آل النبي صلى الله عليه وسلم على أربعة أقوال: فقيل هم الذين حرمت عليهم الصدقة وفيهم ثلاثة أقوال:

1 ـ أنهم بنو هاشم وبنو المطلب.

2 ـ أنهم بنو هاشم خاصة.

3 ـ أنهم بنو هاشم ومن فوقهم إلى غالب.

والقول الثاني: أن آل النبي صلى الله عليه وسلم هم ذريته وأزواجه خاصة.

والقول الثالث: أن آله أتباعه إلى يوم القيامة.

والقول الرابع: أن آله هم الأتقياء من أمته (?). ثم رجح رحمه الله القول الأول وهو أن آله صلى الله عليه وسلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015