يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ)) (فصلت، الآية: 40). فطريقتهم تتضمن إثبات الأسماء والصفات مع نفي مماثلة المخلوقات إثباتاً بلا تشبيه، وتنزيهاً بلا تعطيل، كما قال تعالى: ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)) رد للتشبيه والتمثيل، وفي قوله: ((وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)) رد للإلحاد والتعطيل (?). وقد جاءت الآثار عن عمر بن عبد العزيز في باب الصفات، فأثبت ما أثبته الله لنفسه، وتحدث عن إثبات صفة النفس، والوجه، والعلم، والكبرياء والقدرة، والعلو، والمعية والقرب، وصفة المشيئة والإرادة وصفة الغضب، والرضى، وصفة الرحمة (?)، وإليك الحديث عن بعضها:
1 ـ صفة النفس: كتب عمر بن عبد العزيز إلى الضحاك بن عغبد الرحمن رسالة فقال: أما بعد فإن الله عز وجل جعل الإسلام الذي رضي به لنفسه ومن كرم عليه من خلقه لا يقبل دنيا غيره (?). وهذا الأثر يبين إثبات صفة النفس وهو ما دل عليه الكتاب والسنة، قال تعالى: ((وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ)) (آل عمران، الآية: 28). وقال صلى الله عليه وسلم في ثنائه على ربه: (( .. لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك (?)، فنفسه تعالى هي ذاته المقدسة، كما تبين ذلك من الكتاب والسنة (?). فنفسه تعالى هي ذاته المتصفة بصفاته وليس المراد بها ذاتاً منفكة عن الصفات، ولا المراد بها صفة الذات (?).
2 ـ صفة الوجه لله تعالى: كتب عمر إلى الخوارج رسالة وفيها: .. وإني أقسم لكم بالله لو كنتم أبكاري من ولدي .. لدفقت دماءكم ألتمس بذلك وجه الله والدار الآخرة (?). صفة الوجه من الصفات الخبرية الذاتية دل عليها الكتاب والسنة، قال تعالى: ((وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ)) (الرعد، الآية: 22). وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل ربه ما لا يجوز، ففي سؤاله ربه لذة النظر إلى وجهه يقول: وأسألك لذة النظر إلى وجهك (?).