الأضواء على هذا البعد المهم في حياته والمتعلق بحرصه على توعية الناس وتعليمه المعتقد الصحيح الذي جاء ذكره في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن أهم الجوانب العقائدية التي تحدث فيه عمر بن عبد العزيز رحمه الله:

أولا: توحيد الألوهية:

1 ـ الدعاء:

أولاً: توحيد الألوهية: توحيد الألوهية أساس دين الإسلام، بل هو أساس كل دين سماوي، به أرسل جميع الرسل وأنزلت عليهم جميع الكتب، وهو الذي دعا إليه كل رسول من آدم عليه السلام إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بل هو الغاية من خلق الجن والإنسان، قال تعالى: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) (الذاريات، الآية:56). وكان سلف هذا الأمة رحمهم الله يهتمون بهذا النوع من التوحيد وممن كان له إسهام في هذه المسألة عمر بن عبد العزيز (?)، وقبل بيان ما اثر عنه فمن الأهمية بمكان بيان المقصود من توحيد الألوهية عند إطلاقه: فعرف بأنه: استحقاق الله سبحانه وتعالى أن يعبد وحده لا شريك له (?). وعرفه بعض الباحثين بأنه: توحيد الله بأفعال العباد وهو المعبر عنه بتوحيد الطلب والقصد، وهو عبادة الله وحده لا شريك له ومحبته وخوفه ورجاءه والتوكل عليه والرهبة والرغبة منه وإليه وحده، والتقرب إليه بسائر العبادات البدنية والمالية دون إشراك أحد أو شيء من خلقه (?)، وقد ورد عن عمر بن عبد العزيز آثار في الدعاء والتبرك والخوف والرجاء والتوكل والشكر:

1 ـ الدعاء:

أـ مر عمر بن عبد العزيز برجل في يده حصاة يلعب بها وهو يقول: اللهم زوجني من الحور العين، فقام إليه فقال: بئس الخاطب أنت، ألا ألقيت الحصاة، وأخلصت إلى الله الدعاء (?). وفي هذا الأثر بين عمر بن عبد العزيز أن من شروط الدعاء الإخلاص وحضور القلب وهذا ما دل عليه الكتاب والسنة. قال تعالى: ((فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)) (غافر: آية: 14) وقال صلى الله عليه وسلم: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه (?).

ب ـ قال عمر بن عبد العزيز: اللهم إني أطعتك في أحب الأشياء إليك وهو التوحيد، ولم أعصك في أبغض الأشياء إليك وهو الكفر فاغفر لي ما بينهما (?). فهنا توسل عمر بن عبد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015