5 ـ نتائج الحملة:

5 ـ نتائج الحملة: ترتب على حملة القسطنطينية العديد من النتائج ولعل من أبرزها ما يلي:

أـ تأكد للمسلمين أنهم لا يستطيعون فتح القسطنطينية دون فتح المناطق المجاورة لها، وتثبيت أقدامهم فيها حتى تكون عوناً لهم، لا عليهم في حالة حصار القسطنطينية، وبالرغم من ذلك فقد كانت للمسلمين سيطرة واضحة على العديد من موانئ البحر الأبيض المتوسط خاصة في حوضه الغربي.

ب ـ تخلي أباطرة البيزنطيين عن فكرة استعادة شمال إفريقيا، وعدوا الدفاع عن هذه المنطقة في المرتبة الثانية، بعد الدفاع عن عاصمتهم، وبالتالي أصبحت منطقة شمال إفريقيا ركناً هاماً من أركان الدولة الإسلامية قوية الأوتاد (?).

جـ ـ ولعل من أهم النتائج المباشرة لغزو القسطنطينية، ازدياد نشاط الأسطول البيزنطي في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط فقد هاجم البيزنطيون بالإغارة على تِنِّيْس (?) في خلافة يزيد بن عبد الملك (?).

6 ـ من خطب عبد الملك في التحريض على قتال الروم:

6 ـ من خطب عبد الملك في التحريض على قتال الروم: وفي عهد عبد الملك عندما علم بتحرك الروم بأرض القسطنطينية وغيرها من بلاد الروم على غزو المسلمين ومفاجأتهم نادى بالنفير العام وحين اجتمع لديه جند المسلمين قام فيهم محرضاً فقال لهم بعد أن حمد الله عز وجل وأثنى عليه: أيها الناس إنكم قد علمتم ما ذكر الله عز وجل في كتابه من فضل الجهاد وما وعد الله عليه من الثواب ألا وأني قد عزمت أن أغزو بكم غزوة شريفة على أليون صاحب الروم فإنه طغى وبغى وقد بلغني أنه قد جمع للمسلمين جموعاً كثيرة وعزم على غزوكم ومفاجأتكم في دياركم وقد علمت أن الله تعالى مهلكه ومبدد شمله وجاعل دائر السوء عليه وعلى أصحابه وقد جمعتكم من كل بلد وأنتم أهل البأس والنجدة، والشجاعة والشدة وأنتم من قام لله بحقه ولدينه بنصرته وهذا ابني مسلمة وقد أمرته عليكم، فاستمعوا له وأطيعوا يوفقكم الله ويرشدكم لصالح الأمور فقال الناس جميعاً سمعاً وطاعة يا أمير المؤمنين (?)، وعندما سير عبد الملك بن مروان ابنه مسلمة لمحاربة الروم أوصاه بالعسكر بقوله: فكن يا بنيَّ بالمسلمين باراً رحيماً وأميراً حليماً ولا تكن عنيداً كفوراً ولا مختالاً فخوراً (?)، كما أوصى عبد الملك قائداً آخر سيره إلى أرض الروم: أنت تاجر الله لعباده فكن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015