العامة، كالنفقات العسكرية، والإدارية، والاجتماعية واهتمامه بالزراعة والتجارة الداخلية والخارجية،
والحرف والصناعات، وأثرت قضية الشبهات حول مصارف الأموال في عهد معاوية وناقشتها بعلم وأنصاف، كالتفرقة في العطاء وكذبة أعطاء مصر طعمه لعمرو بن العاص وكالتوسع في إنفاق الأموال لتأليف القلوب واكتساب الأنصار، ومظاهر النزف عند الأمويين، وأفردت مبحثاً عن القضاء في عهد معاوية، والدولة الأموية، وصلته بالعهد الراشدي وتخلي الخلفاء عن ممارسة القضاء وفصل السلطات، ومرتبات القضاة وتسجيل الأحكام والأشهاد عليها، وأعوان القضاة، كالمنادي والحاجب، والترجمان أو المترجم، والمراقبة والمتابعة وعن مصادر الأحكام القضائية في العهد الأموي وعن اختصاص القضاة وذكرت أسماء أشهر القضاة في عهد معاوية كما أشرت إلى ميزات القضاء في عهد معاوية والأموي عموماً وإلى خطاب عمر بن الخطاب إلى معاوية رضي الله عنهما في القضاء، وتكلمت عن مؤسسة الشرطة في عهد معاوية وواجباتها، كحماية الخليفة وولاة الأمصار ضد مناوئيهم في الداخل، ومعاقبة المذنبين والخارجين عن القانون، وتنفيذ العقوبات الشرعية، وعن قوات ومؤسسات أخرى وعلاقتها بالشرطة كالحرس والعرفاء، وصاحب الاستخراج أو العذاب، وجهاز الحسبة، ونظام المراقبة، ومؤسسة الدرك، وتحدثت عن مؤسسة الولاة والإدارة في عهد معاوية رضي الله عنه وأهم الأقاليم التابعة لدولته وأسماء أشهر ولاته وأهم أعمالهم في تلك الأقاليم، وعند ما تحدثت عن المدينة النبوية ترجمت لشخصية أبي هريرة رضي الله عنه حيث توفي بها عام 58 هـ أو 59 هـ وقد عاش في عهد معاوية ما يقرب من ثمانية عشر سنة وقد تعرض هذا الصحابي الجليل لهجمة ظالمة من قبل أعداء الصحابة في القديم والحديث وتلقف تلك الاتهامات الباطلة مجموعة من المستشرقين فرأيت لازماً عليّ أن أدافع عن هذا الصحابي الجليل الذي يعتبر من أكبر رواة السنة النبوية الشريفة، فعرفت به وبشيء من حياته، كعبادته وعفافه وحلمه وعفوه، واهتمامه بالعلم ورددت على الشبهات التي أثيرت حوله والتي
هدفها التشكيك في ما وصل إلينا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بالطعن في هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه وكان لسان حالي في مجادلة أولئك الكذابين قول الشاعر:
وإذا اضطررت على الجدال ولم تجد
لك مهربا وتلاقت الصَّفان
فاجعل كتاب الله درعاً سابغاً
والشرع سيفك وابد في الميدان
والسُّنةُ البيضاء دونك جنة
واركب جواد العزم في الجولان
واثبت بصبرك تحت ألوية الهدى
فالصبر أوثق عدة الإنسان
واطعن برمح الحق كل معاند
لله درُّ الفارس الطعان
واحمل بسيف الصِّدق حملة
مخلص متجرداً لله غير جبان
هذا وقد وصفت حركة الفتوحات في عهد معاوية رضي الله عنه وقدمت بين يدي حركة الفتوحات