وقد حدث تطور مهم لديوان الجند في عهد عبد الملك في العراق خاصة وذلك حينما بدأ الجند يتقاعسون عن الخروج لقتال الخوارج فعين عبد الملك الحجاج على العراق، وأمره أن يعيد تنظيم ديوان الجند، وتنظيم العطاء فيه على أساس المقدرة والكفاءة، فأعاد الحجاج تنظيم ذلك على أسس دقيقة (?)، ثم أمر بإعطاء الناس عطاءهم والتوجه لجبهات القتال، وتوعد المتخلفين منهم بالموت (?)، كما لم يقبل إعفاء جندي من الخروج للقتال مقابل تركه عطاءه (?)، وقد استخدم الخليفة عبد الملك العطاء وسيلة للقضاء على الفتنة، فقد كتب يوماً إلى الحجاج، أن يصف له الفتنة فوصفها له: فكتب إليه عبد الملك: فإن أردت أن يستقيم لك من قبلك فخذهم بالجماعة وأعطهم عطاء الفرقة (?)، وكان الحجاج يصرف العطاء بأكمله لجنده في أوقات الأزمات السياسية أو الاستعداد للقتال، كما فعل حينما أعطى الناس اعطياتهم كاملة عند تجهيز جيش الطواويس لقتال رتبيل (?)، ومن ناحية أخرى، فإن الخليفة عبد الملك بن مروان، كان يكرم من أسدى خدمة عسكرية للدولة أو أظهر بطولة وشجاعة في جبهات القتال، فقد كرّم موسى بن نصير حينما حرر إفريقية سنة 83هـ (?)، كما كرّم الحجاج المهلب بن أبي صفرة وأصحابه لجهودهم في القضاء على الخوارج الأزارقة، إذ: أحسن عطاياهم وزاد في أعطياتهم ثم قال: هؤلاء أصحاب الفعال وأحق بالأموال هؤلاء حماة الثغور وغيظ الأعداء (?)، وأما إدارة هذا الديوان، فكان من أشهر من تولاه للخليفة عبد الملك بن مروان هو سرجون بن منصور الذي تولى ديواني الجند والخراج في دمشق (?)، ثم عزله الخليفة وعين بدله: سليمان بن سعد الخشني (?).

3 ـ ديوان الخراج:

3 ـ ديوان الخراج: كما ذكرنا قبل قليل، أن سرجون بن منصور كان قد تولى إدارة ديوان الخراج والجند على عهد الخليفة عبد الملك (?)، ثم عزله وعين بدله: سليمان بن سعد الخشني (?)، وكان يساعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015